Tuesday, 7 July 2009

ندوة نقابية تطالب بالا فراح عن سجناء الرأي وتحذر من الآثار النفسية والاجتماعية المدمرة للمحاكم الاستثنائية



كتب د سعيد سيد :

طالبت ندوة الآثار النفسية للمحاكم الاستثنائية بسرعة الإفراج عن سجناء الرأي من الأطباء وغيرهم في قضية المحكمة العسكرية, وحذرت الندوة من الآثار المدمرة للقوانين الاستثنائية على أجيال الشباب وصحتهم النفسية وانتماءهم وقيمهم التربوية والوطنية وتشويه نموهم النفسي والاجتماعي.و
شددت الندوة على أثر مناخ القهر والاستبداد في نشر الأخلاق السلبية مثل الكذب والنفاق والأنانية بين أفراد المجتمع وقتل الابتكار والإبداع مما يؤثر على تنمية وتطوير بلدنا الحبيب, وطالبت الندوة بإلغاء كل القوانين الاستثنائية وعلى رأسها قانون الطوارئ، وقانون إنشاء الأحزاب وغيرها من القوانين المقيدة للحريات.
وكانت نقابة أطباء مصر قد عقدت ندوة نقاشية حول الآثار النفسية والاجتماعية للمحاكمات الاستثنـــائية 16 يونيو بدار الحكمة، وقد أدار الندوة
د. أشرف عبد الغفار، عضو مجلس النقابة، وشارك فيها المستشار/ محمود الخضيري، رئيس نادي قضاة الإسكندرية السابق، أ.د. يحي الرخاوى، أستاذ الطب النفسي بطب القاهرة، أ.د. سعيد إسماعيل، أستاذ أصول التربية بجامعـة عين شمس، أ.د. رفيق حبيب المفكر الاجتماعي المعروف.
والجدير بالذكر أن أربعة من الأطباء يقضون فترة عقوبة ثلاث سنوات حكمت بها المحكمة العسكرية في 15 ابريل الماضي في القضية رقم2 لسنة 2007 – والأطباء هم: أ.د. عصام عبد المحسن – أستاذ الكيمياء الحيوية بطب الأزهر، أ.د. محمود أبو زيد – أستاذ جراحة الأوعية الدموية بطب قصر العيني، د. صلاح الدسوقي – أستاذ التشريح بطب الأزهر، د. ضياء فرحات – استشارى الرمد.
وقد أوضح المستشار محمود الخصيرى الفارق بين القاضي الطبيعي والقاضي الاستثنائي، وأكد أن السلطة التنفيذية تلجأ للقوانين الاستثنائية لإرهاب المعارضين وحرمان المواطنين من حقوقهم العادية.
وحذر الخضيرى من فقدان الانتماء لدى المواطن المصري كأثر من آثار المحاكم الاستثنائية، مما جعلنا عن رغبة الكثير من الشباب في الهجرة لدولة العدو الصهيوني.
واستنكر د. يحيى الرخاوى تحويل الأطباء الأربعة وهم مدنيين لمحاكم عسكرية لمجرد اختلافهم مع السلطة التنفيذية. وحذر د. الرخاوى من تشويه نمو الأطفال النفسي والاجتماعي في بيئة لا تحترم القانون وتطبقه على بعض المواطنين دون البعض الآخر.
وأكد د. الرخاوى أن الوعي الشعبي المصري مليء بالحكايات عن الآثار النفسية المدمرة لغياب الأب عن أولاده وافتقادهم لحنانه.
وتساءل د. رفيق حبيب عن التغييرات المذهلة الحادثة في البيئة المصرية منذ 3 عقود حيث أصبحت القوانين الاستثنائية هي الأصل. وحذر د. رفيق من انفراد السلطة باتخاذ القرار بعيداً عن رقابة المجتمع ومؤسساته خاصة بعد التعديلات الدستورية الأخيرة التي شوهت الدستور المصري.
واستنكر د. رفيق الممارسات الأمنية بدءاً من الحبس الاحتياطي ومروراً بخطف المعارضين وضربهم والتجديد للمعتقلين بعد الإفراج الصوري عنهم.
وأكد د. حبيب أن خوض العمل السياسي أصبح مغامرة محفوفة بالمخاطر، مما أدى إلى انصراف الأفراد عن الهم العام للمجتمع.
وحذر د. سعيد إسماعيل من انتشار القهر داخل المنظومة التربوية في المدرسة والبيت وكل مؤسسات المجتمع.
وضرب مثالاً بما تنشره الصحف عن اضطهاد تلميذة كتبت رأيها في الرئيس الأمريكي، وتقاعس مدير التعليم مما أدى لتدخل رئيس الدولة واتخاذ قرار زيادة الوقت لطلبة الثانوية العامة بمدينة 6 أكتوبر.
وقارن د. إسماعيل بين الوضع الحالي، وما كان يحدث قبل الثورة في المدارس المصرية من جو الحريات .. مما شجع الابتكار والإبداع وأفرز عمالقة في الأدب والسياسة والاجتماع وكل المجالات.