Friday 14 January 2011

رسائل لها ما بعدها (تونس و مصر)

رسائل لها ما بعدها
(تونس و مصر)
بقلم / د. أشرف عبدالغفار


اليوم اقف امام مشهد رسم في خيالي منذ زمن بعيد و كنت أكاد اجزم ان المشهد واقعاً لا محاله، و ها انا ذا اجده تحقق و لعل البداية لم تكن في الحسبان.
 ان ما بحدث في المغرب العربي و خاصة تونس يوحي بما حدث قبلاً باوربا الشرقيه يوم ان سقطت البلدة تلوا البلده و يعيد رسم ملامح منطقتنا من جديد.
ولعل الموقف يجعلني ابعث برسائل قصيره، و حتماً لكل رسالة قصيره ما بعدها من تفصيلً و تعميق.
الرسالة الأولى:
 الى الرئيس حسني مبارك، ترى ياعزيزي هل كنت تتخيل يوماً ان يقف الرئيس التونسي هذا الموقف؟ هل تراه اليوم وهو يقف مهزوزاً متردداً مدافعاً عن نفسه قائلا ان الأمور التي كانت تجرى ما كانت على هواه و انها كانت تجري من خلف ظهره و انه لم يكن يعلم بها (و يال السخريه، فاين كان طيله 23 سنه).
تذكر ياعزيزي كيف كان يقف مزهواً بنفسه قبلاً، و راجع اشرطة لقائاته قبل الأزمه –فلو كان مصرياً لقلت فرعون- ثم ينحدر المنحنى بعنف هذه المره حتى تراه اليوم 13/01/2011 وهو يستجدي ان يصدقه الناس، مستعداً لدفع الثمن ممن حوله حتى ولو انتهوا جميعاً مقابل إيقاف غضبةً
لن تقف إنشاء الله حتى يسترد الشعب التونسي حقه كاملاً.
لقد هرب الرئيس و يبحث له عن مأوي !!!!!!!!!!!!!!!!!!!! و لله في خلقه شئون
اما رسالتي اليك، فياهل ترى حينما ترى زميلك على هذا الحال
 فهل تتخيل نفسك مكانه و شعبك قد اعلن غضبتة الكبرى؟ ام ان بطانتك ما زالت تطمئنك ان كل شيئً على خير حال، و ان مصر غير تونس، و انهم غير رجال بن علي؟
 و لكن اذكرك "اتق شر الحليم إذا غضب" فأن  استمرأت حلمه و ظننته لا يغضب ابداً و فسوف تراه.
وأذكرك كذلك ان قوى الدنيا العظمى و الدول امثال امريكا و فرنسا والمانيا و ايطاليا و التى كانت تفتح لك و لبن علي زراعيها و الابواب علي مصرعيها اضحت الان تبدي قلقها العميق  من تصرفات بن علي تجاه شعبه و العنف الغير متوازن في تونس رافضةً بطش بن علي لشعبه مطالبة بحق الشعب التونسي في الحياه وهو الشعب الذي باعته سنين عده و لم تأبه بالالامه و اناته.
اذكرك يا سيادة الرئيس ان هذه القوى هي نفسها التي تحتمي بها الان من شعبك و من الله سبحانه و تعالى (وحاشي لله ان يستطيع احد ان يحتمي منه سبحانه و تعالى). فهذه القوى التي باعت رفيق دربك في لحظة واحده ستبيعك ايضاً في اقل من لحظه، و تذكر شاه ايران و غيره.
 هذه رسالتي الأولى و ان تكون الأخيره ايها الرئيس.

الرسالة الثانيه:
 رسالة الى وزير الداخلية المصري و اعوانه و مستشاري الرئيس. هل رأيتم من يقومون بأدواركم في تونس؟
 و كيف ضحى بهم سيادة الرئيس و هم من خدموه سنيناً عديده؟
هل فكرتم ان رئيسكم سيضحي بكم في يومً لعله قريب كذلك؟ هل تذكرتم المقوله "انا و من بعدي الطوفان"؟.
إن الرئيس التونسي قد اقال مستشاريه و اقرب المقربين اليه في لحظةً بل و أقال وزير داخليته و حارسه الأمين من دون تردد بل سيقدمه للمحاكمه جراء جرائم قد ارتكبها في حقه شعبه العظيم (ويال العجب!).
 أيها الساده راجعوا انفسكم.
هل رئيسكم لا يدري الحقائق كرئيس تونس؟
هل تتغولون على الشعب من وراء ظهره؟
هل يطالبكم بخدمة الشعب و رعايته و يأتمنكم على راحته و انتم الذين تخونون الأمانه؟
 ام انه هو الذي امركم بكل ذلك؟ ويعلم كل صغيرة و كبيره و يعلم جرائمكم بحق شعبنا العظيم
 و انه هو الذي سيخون امانتكم في اول عاصفه ليقدمكم قرباناً لشعب غاضب لعله يعفوا.
هل فكرتم ان التغيير قادم لا محاله؟
 و انه لا مكان لكم و انكم يا رفاق الأمس و اليوم سيسعى كلً منكم غداً ليقدم الأخر قرباناً فدائاً لنفسه و مصالحه؟
 و هذه رسالتي الأولى و لن تكون الأخيره حتى اجدكم خارج المشهد.

الرسالة الثالثة:
 الى رجال الأمن كباراً و صغاراً. هل رأيتم المشهد في تونس؟ ورجال امنهم كانوا أعتى و اثبت منكم.
هل تفكرون متي يأتي ذلك اليوم اليكم؟
 فإذا كان قادتكم لا ثمن لهم عند الرئيس فما ثمنكم؟
ومن سيحميكم و من سيحافظ عليكم؟ او يحفظ لكم ودكم من هؤلاء الكبار الذين من أجل راحتهم قتلتم الشعب و ذبحتموه في كل يوم، ولفقتم التهم و شردتم الأسر،  ولم تقدروا طفلاً او امرأه او شيخاً؟
 فيومها، يوم ان يضحي بكم الكبار لن يبكي عليكم شعباً طالما اكتوى بناركم و قاسى من ظلمكم و بشاعتكم فالشعب لن ينسى خالد سعيد و سيد بلال و كثيراً نعرفهم و أكثر لا نعرفهم.
و لكن حذاري ان تستمروا في غييكم فتقفوا امام الشعب يوم غضبته إرضاءً لسادتكم الذين سيبيعونكم بلا ثمن في سوق النخاسه.
اياكم ثم ايكم ان تقفوا في وجهه اهلكم يوم غضبتهم، بل ارجعوا الى رشدكم وتوبوا الى ربكم و التحموا مع شعبكم فلعل الله يغفر لكم و لعل الشعب يسامحكم.
 و ايضاً هذه رسالتي الأولى و لن تكون الأخيره.

الرسالة الرابعه:
 الى قوى المعارضه التي لم تجد مماثلاً لها في المشهد التونسي.
 فلقد قامت الدنيا و لم تقعد في تونس بدون امثالكم وأخشى ما أخشاه ان تقوم الدنيا و لا تقعد عندنا بدونكم كذلك.
الخوف في تونس – و نسأل الله ان يحفظ شعبها و يدله على الطريق الصحيح – انه ليس هناك قيادة ظاهره توجه هذا التيار الهادر.
و الخوف عندنا كذلك إن ظللتم على حالكم، لا تتحدون فيما بينكم ولا تلتحمون بهذا الشعب العظيم الذي سيحرك المياه الهادره و يفتح لها الطريق،
فأنه بكم او بدونكم سيفعل ذلك. ولن ينظر خلفه بحثاً عن قيادةً بترددها اصبحت خلفه و ليست امامه.
حاولوا ان تدركوا الوقت قبل ان يضيع، و التحموا بشعبكم العظيم و تلاحموا فيما بينكم و تخلوا عن اي اجندة خاصه،
 و اعلموا ان الوقت وقتكم ان ادركتم ذلك. و تذكروا قول رسولنا (ص) : ان سيد الشهداء حمزه، ورجلً قام الى حاكم جائر، فأمره و نهاه فقتله.
 و لكن العجيب فيكم انكم لا تقتربون من حمى الحاكم ابدا؟؟؟
. فتذكروا ان غضب هذا الشعب قادم لا محاله، فاما ان يكون تياراً راشداً ينقذ البلاد بكم او بغيركم
 و اما سيكون طوفاناً لا يعرف متى يقف و لا اين يحط رحاله.
 و هذه رسالتي لكم و الرسائل تتوالى.

رسالتي الى شعب مصر العظيم:
 ان شعباً كشعب تونس قد اثبت جدارته و قوته و عزته، فأنتفض على الة جبارة اعتى من التكم الجباره
 و لم يكن في وسط المشهد، و لم تنتظر منه الشعوب ما تنتظره منكم – ليس تقليلاً من شأنهم – و لكن لأنكم وضعتم في وسط المشهد و قلبه.
ففلسطين المستباحه على حدودكم و أشد اعدائكم (اسرائيل) بالقرب منكم و تريد ان تكون في وسطكم، و السودان الذي يتمزق على حدودكم بعد ان كنتم جزءاً منه و كان جزءاً منكم، و القواعد العسكرية الغربية حولكم في كل مكان و على منابع نهركم العظيم يتربصون بكم.
وفوق كل هذا فالكل يعلم عددكم و قدمكم و حضارتكم. و كل اعدائكم يريدون النيل منكم حتى لا تقوم لكم قائمه و لا للعرب من حولكم، و ذلك بالأتفاق مع من؟ مع حكامكم الذين يسيطرون على مقدراتكم.
و بهذه الصوره تصبح فريضتكم اولى من غيركم، و تصبح انتفاضتكم على الظلم لكم و لمن حولكم، و لكن تونس انتفضت فأين انتم؟؟
هل رأيبم مدي هشاشه الظلم  وكيف ان الباطل زهوق.
                                               قل جاء الحق و زهق البا طل ان  البا طل كان زهوقا

                                                  وهذه رسالتي الاولى لكم و الرسائل لا تنتهي.

رسالتي الى شعب تونس العظيم:
اليوم اقول لكم انكم علمتم غيركم و اخذتم زمام المبادره التي حركت الماء الراكد و تفلت الغضب المكتوم و تعيد الأمور الى نصابها في كل ارضً عربيه.
 رسالتي لك ايها الشعب التونسي العظيم: اياك ثم اياك ثم اياك ان تصدق بن علي الذي حكمك بالحديد و النار ثلاثة و عشرين سنه و حاول ان يفقدك كرامتك و عزتك و نخوتك و لا تصدق أعوانه الذين شاركوه في ظلمكم فلك تحية و الف تحية و احذرك من عدوين لدودين:
العدو الأول، اولئك الحكام و اعوانهم  الذين جربتموهم و تعرفونهم اكثر من غيركم.
فالمشكله ليست في الحاكم الفرد فقط بل في النظام نفسه و اعوانه الذين كانوا شركاء في كل حدث و كل مصيبه
العدو الثاني، تلك القوى الدولية الكبرى التي اوصلت هؤلاء الحكام ليجثموا على صدوركم، و جعلوهم اداة تنفيذيةً بين ايديهم و ضربوكم و اذوكم بأيدي هؤلاء الحكام الوكلاء عنهم على بلادكم.
 فاحذروا منهم جميعاً و لا تثقوا الا بأنفسكم و اهليكم المخلصين من بني جلدتكم.
اياكم ان تتراجعوا، اياكم ان تقفوا
،اكملوا مسيرتكم حتى النهايه فلن يقف امامكم شيئاً و لن يقف امامكم احد، و امنوا بالله و حده و الله معكم و لن يتركم اعمالكم.

وهذه رسالتي الى الجيش و الأمن التونسي:
كونوا مع شعبكم و لا تكونوا مع سدنة المعبد الذي كاد ان ينهدم فوق كل من يقف تحته، كونوا مع الشعب العظيم الذي سيبقى.
تذكر يا شعب تونس العظيم  شاعركم ابو القاسم الشابي و كأنه بينكم اليوم يشهد انتفاضتكم و هو يقول لكم :
إذا الشعب يوماً اراد الحياه                     فلابد ان يستجيب القدر
ولا بد لليل ان ينجلي                           ولابد للقيد ان ينكسر
هنيئا لك يا شعب تونس فهلم أكملوا مسيرتكم حتي النهايه
وهذه ايضاً رسالة اولى لها ما بعدها حتى رسالة التهنئة بالنصر المبين الكامل لشعب تونس العظيم انشاء الله